السبت، 6 أبريل 2013

نصيحة لا أنساها قبل ٣ سنوات اكتشفت أن ستيف جوبز نفسه يطبقها!




في عام ٢٠٠٩ حضرت دورة إعداد لإختبار اللغة الانجليزية "توفل" في جامعة واشنطن بمدينة سياتل. في احد المحاضرات طلب الدكتور من كل طالب ان يحل المسائل التي سيطرحها علينا لاحقاً بشكل منفصل. بعد وضعه لأول سؤال قمت بحله سريعاً وأخرجت "الايفون" لأقتل الوقت حتى ينتهي باقي الطلاب من الحل وننتقل وقتها للسؤال التالي. شاهدني الدكتور حينها وطلب من الجميع  وضع الاقلام على الطاولة والتوقف عن الكتابة واعتذر عن إكمال المحاضرة في نفس الموضوع ، اختبار التوفل، واستأذن من الجميع بتغيير المحاضرة إلى شيء "أهم" حسب تعبيره. 

بعد توقف الجميع عن الحل وانتظاره باستعجاب ليتحدث ، نظر إلي الدكتور وبكل احترام قال : عزيزي انت تقتل دماغك هكذا. انت تُضعف قوة تركيزك وتظلم نفسك كثيراً بسبب ما تقوم به. وقتها كنت متعجب كثيراً ، وخائف نوعاً ما ، من ردّة فعل الدكتور المبالغ فيها حسب ما اعتقد. 

يُكمل الدكتور : قوة تركيزك هي مثل اللياقة البدنية. اذا قمت بتغيير تركيزك على شيء آخر كل دقيقة .. خمسة دقائق او عشرة دقائق ، ستواجه صعوبة فيما بعد لو احتجت ان تركز في شيء ما لمدة اكثر مما تعودت عليه.

يُكمل الدكتور : شخصياً كنت اقرأ لساعات دون ان اتعب ، لا أقوم بشيء آخر سوى القراءة لساعات ، وإذا كنت اكتب .. كذلك لساعات وهذا ما ساعدني على التفوق في مجالي. لكن مع تقدمي في العمر قلت هذه القدرة. لذلك أرجوكم جميعاً في المرة القادمة حين تقوموا بالإجابة على سؤال معين انتقلوا لسؤال آخر ودربوا نفسكم على التركيز على شيء واحد لمدة أطول. فإذا كنت اليوم تجد نفسك لا تستطيع التركيز اكثر من نصف ساعة .. مع التدريب تستطيع ان تمدها إلى ساعة كاملة  خلال أسبوعين او ثلاثة وهذا ما سيفيدك في حياتك بشكل عام ، ودراستك بشكل خاص. إنتهى حديث الدكتور هنا. والى اليوم انا اشكره على هذه النصيحة. 

شخصياً قرأت كثيراً عن موضوع التركيز لمدة طويلة على شيء واحد ولشخصيات اقدرها كثيراً ، مثلاً ستيف جوبز يُقال انه قد يتجاهلك وانت تتحدث اليه لمدة طويلة فقط لانه يقوم بشيء آخر ولا يرغب بقطع حبل التفكير .. هنا ستيف وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من التركيز. 

لذلك استغرب من نصائح البعض التي تنصح بأخذ قسط من الراحة كل ٢٥ دقيقة او ٤٥ دقيقة حتى. حاول ان تبدأ ولو بنصف ساعة ولكن اليوم التالي اجعلها ٣٥ دقيقة وبعدها بأسبوع ٤٠ وهكذا. وانظر إلى اين تصل. وان استطعت ان تفصل نفسك عن الآخرين يكون ذلك افضل .. واعيد واكرر ، حاول ان تقوم بشيء واحد فقط .. اقرأ المقالة للاخير ، ذاكر دون فواصل خاصة لتويتر كل نصف ساعة. وسترى النتيجة مرضية بمشيئة الله. لانه من المؤسف ان يمضي العمر دون ان نعلم أقصى امكانياتنا الذهنية التي بكل تأكيد ستساعدنا في تحقيق أهدافنا ان شاءالله. 

تجربة شخصية!

كنت أثناء مذاكرتي لأحد الاختبارات اقسم وقت المذاكرة هكذا : ٢٥ دقيقة مذاكرة ، ٥ دقائق راحة ، وهكذا .. 
المصيبة كانت يوم الامتحان ، بعد مرور نصف ساعة بدأت بالتثاؤب وفقدت التركيز تماماً ، رغم تبقي ساعتين! اختبار جيمات فاشل جداً. 

من أهدافي لهذا العام التركيز وعمل mono tasking اكثر : اي القراءة فقط. او المذاكرة فقط. لا خلط بين شيئين قدر ما استطيع >> تويتر وفيسبوك اقل!

اسال الله ان يرزقكم بقوة تركيز "خرافية" تساعدكم على تحقيق أهدافكم بإذن الله. 

احمد الردادي
إنسان تركيزه مضروب لكن رح يحاول يحسنه ان شاءالله ...

هناك تعليق واحد:

  1. نقاط مهمة جداً، فعلاً التركيز هو العامل الأساسي في الإنجاز والإنجاز الصحيح.
    للأسف طريقة تواتر حياتنا وانفتاحنا على عصر التكنولوجيا والاتصالات أثرت على تركيزنا بشكل كبير.

    على صعيد شخصي أقوم بتدريب نفسي بشكل دائم بغية زيادة معدل تركيزي .. بدأت أتحكم نوعاً ما بشكل جيد في استخدامي للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كتويتر والفيس بوك ....... إنما أكثر مازال يؤرقني هو هاتفي ( جوال العمل )! للأسف لم ولا أعتقد بأني سأجد له أي حل!!!


    شكراً لكم على التدوينة القيمة أستاذ أحمد
    تحياتي
    أنس

    ردحذف