الجمعة، 2 أغسطس 2013

كيف تتجاوز مشكلة السرحان اثناء القراءة ، وتزيد من نسبة استيعابك وتفاعلك مع ما تقرأ؟

المشكلة : اسرح لما اقرأ!

الحرمة- ما بتاخذ ملاحظات! الراجل= ما يحتاج، مشغل جهاز يسجل المحاضرة وتنزل على جهازي دايركت! = بهذه الطريقة ما احتاج اخذ ملاحظات تشغلني عن الاستماع للمحاضرة! * الصورة الاخيرة نايم *

" ما تمر عليكم لحظات وقت القراءة تعدي صفحتين وانت مو مستوعب ايش تقرأ؟ تفكر ايش الغدا او في هم معين وتعدي الصفحات فقط بمرور عينيك عليها وبدون اي استيعاب حقيقي؟"

بهذه الاسئلة بدأت المُدرِسّة محاضرتها في مادة "القراءة الأكاديمية" في معهد جامعة واشنطن للغة ، وفي نفس اليوم تعلمت واحد من اهم الامور اللي تعلمتها من بداية دراستي في امريكا الى اليوم - بفضل من الله سبحانه -.

طبعاً كانت تواجهني هذه المشكلة كثيراً -السرحان اثناء القراءة- خصوصاً في الامور الدراسية او المملة ، وللاسف امور كثير مهمة تكون مملة وغير ممتعة في قراءتها لذلك يجب تجاوز هذه المشكلة .. لأني بعد ما تعلمت كيف اتجاوز هذه المشكلة ، الحمدلله حصل لي نقلة نوعية في علاقتي مع القراءة استفيد منها إلى اليوم.

الحل : Critical Reading



القراءة النقدية ، وهي بإختصار عدم تقبل كل شيء كما هو مكتوب ، وعدم جعله يمر مرور الكرام .. تحليل كل جزء من النص على حدة ، ونوعية الاسئلة او الامور اللي ممكن تفكر فيها اثناء القراءة

- ليش الكاتب مؤمن بهذه النقطة رغم انه ... الخ .. << عدم اتفاق مع الكاتب
- صحيح كلامه .. حتى اذكر اني قبل سنتين .. الخ << اتفاق مع الكاتب وربطه باحداث شخصية
- مثال جيد << إعجاب بجزء من النص
- مثال جيد ولكن لو استخدم المثال الفلاني كان افضل << تفاعل مع الكاتب بشكل كبير

نقطة ثانية مهمة هي الكتابة على الكتاب في الفراغات على اليمين واليسار margins او استخدام اوراق خارجية .. وبالنسبة للقراء على الايباد وكيندل توفر كل برامج القراءة إمكانية الكتابة على النص ووضع علامة توضح وجود كتابة هنا ..

الكتابة مهمة جداً جداً جداً !! طبعاً مو لازم تكتب في كل صفحة وفي كل براجراف .. ولكن مهم انك تكتب شيء يلخص او يعبر عن موقفك من النص عشان ما يصير لك مشكلة "السرحان اثناء القراءة" وتزيد من تفاعلك مع الكتاب او المقالة وإن شاءالله الاستمتاع فوق هذا كله. ومو لازم تكتب سطر كامل او كلام كثير .. ممكن بكل إختصار تكتب "?" معبراً عن عدم فهمك للنص او "!" لإستعجابك من النص او "No way" انك ما تصدق!

*صديقي يدرس في امريكا واستأجر كتاب من احد المواقع ، واكتشف الشخص اللي استأجر الكتاب قبله عنصري! تفاعله مع الكتاب مثلاً عند عبارة عن عدد الاجانب في امريكا كتب بجانبها WTF !! عنصري .. لكنه تفاعل مع النص بطريقته!

طبعاً انا استخدم هذه الطريقة بشكل متفاوت من عام ٢٠٠٩ وقت المحاضرة في معهد اللغة، وبعد فترة صار عندي اسلوب خاص بي في طريقة التفاعل مع النص ، نفس الشيء ممكن يصير معاك وبعد فترة ما تصير الكتابة اثناء القراءة مجهود ولكن حاجة لك للتفاعل مع النص. إلى قبل يومين وانا اقرأ كتاب في موضوع اخر ذكر هذه النقطة ولماذا الكتابة والتفاعل اثناء القراءة تجعل إستيعابك للنص افضل واكبر ؟

لماذا نكتب ونتفاعل مع النص ؟ علمياً يعني وبدون فلسفة !!



- " الكتابة اثناء قراءة النص والتفاعل معه يُفعّل عملية تعلم اخرى بجانب عملية القراءة فقط ، وهذه العملية تساعد على الحصول على فهم اكبر أثناء القراءة "

بالإنجليزي لأني ربما ترجمتها بشكل غير دقيق :

Writing activates a second learning process that facilities a more comprehensive reading

- " ستجبرك الكتابة على القراءة بشكل فعّال وليس سلبي " Actively as opposed to passively

أبدعتِ في وصفك يا هارفارد !

وانا اعمل بحث عن الموضوع شفت موضوع في هارفارد عن القراءة النقدية وكيف تحصل عليها - اللنك تحت - اعجبني كثيراً وصفهم للقراءة النقدية

Interrogating Texts
التحقيق مع النص لانك لازم تتأكد من دقة المعلومات وسبب اختيارها وكيف تم الحصول عليها مثلاً ! ..

لانه مثل ما ذكرت في بداية الموضوع ، مهم جداً انك ما تتقبل كل شيء على انه حقيقة - استثني هنا القران الكريم - ولكن تتسائل عن كل شيء ، بهذه الطريقة تستوعب ما كتبه الكاتب من جهة ، ورأيك المُجرد من اي انحياز من جهة اخرى .. وبهذا تكون قارىء افضل واكثر استيعاباً للنصوص.

هذا اللنك من هارفارد وهو عبارة عن نصائح لطلاب الجامعة في اول سنة دراسية لهم هناك : http://guides.library.harvard.edu/sixreadinghabits

من نصائحهم

- لا تعتمد على التأشير على النص المهم Highlights ولكن اكتب كلمات تعبر عن إنطباعك عن النص.
- اعمل اختصارات خاصة بك لكي تستخدمها بشكل موحد وتختصر الوقت في المرات القادمة.
- تعود على طرح الاسئلة في ذهنك او بصوت اثناء القراءة.

اللنك فيه معلومات جميلة جداً .. لا يفوتك!



في النهاية اتمنى هذه الموضوع يفيدكم ، وتبدأوا استخدام القراءة النقدية Critical Reading و اخذ الملاحظات Note taking اثناء القراءة .. متأكد انها بتعمل نقلة نوعية للقراءة لديكم سواءً تخص الدراسة او تطوير النفس .. وما ننسى الكم الكبير من المقالات الموجودة اليوم على الانترنت ، اذا قرأتها بشكل سلبي Passively احتمال كبير انك تنساها وما تأثر فيك الا خلال اسبوع واحد بالكثير! في المقابل التفاعل مع النص بشكل إيجابي بيعطيك فرصة تستوعب ما قرأت بشكل افضل إن شاءالله.

احمد الردادي

الجمعة، 26 يوليو 2013

كيف تصبح شخص يصعب الاستغناء عنه؟ كيف تصبح Linchpin ؟

الطريقة الوحيدة لكي تصبح شخص يصعب الاستغناء عنه من قبل اي شركة او مؤسسة هي ان تكون مبدع في ادائك لعملك.

كيف ذلك؟

يجب ان تصنع طريقك الخاص .. الا تسلك طريق معروف وتم تحديده مسبقاً لك، الا تقيس نجاحك بقياسات قديمة تم استخدامها على ملايين الاشخاص غيرك. مشكلتنا هي أننا نرغب ان يقول لنا الاشخاص كيف يجب ان نقوم بعملنا بشكل مُفصل وواضح جداً. نخاف من الإبداع والخروج عن المألوف .. لانه شيء غير معروف بالنسبة لنا. وهذه بكل تأكيد الطريقة الخاطئة لان تصبح مبدع .. وشخص يصعب الاستغناء عنه ، كل ما ستكونه مجرد مسمار إضافي في مكينة عملاقة في هذا الاقتصاد. 

سيث جودين من كتاب Linchpin. 

الاثنين، 15 يوليو 2013

كيف يضحك عليك رجال البيع ؟



وأنا اقرأ كتاب influance ، عن التأثير والعوامل النفسية، لفت انتباهي عدة أمور .. أهمها أني استوعبت كم مرة أنضحك علي في محلات الملابس ، المطاعم ، وأي مكان فيه بيع وشراء! 

طبعاً الكتاب يعتبر من افضل الكتب الخاصة بعلم النفس لغير المتخصصين والمهتمين بالتسويق بشكل عام ، فيه فائدة لك كعميل لمئات الشركات وكيف ممكن تحمي نفسك من دهاء رجال البيع و "حقين التسويق" وكمان فائدة لك كمُطبق للنظريات المذكورة في الكتاب على عملاءك واصحابك وأي شخص لك غاية عنده ولو اني ما اتمنى ذلك!!

من هذه النظريات اخترت لكم اثنين :

Rejection-then-retreat technique 

بدأ بطلب شيء كبير ، يحرق سريره ، عشان يخلي طلب الكوكيز صغير جداً في نظر امه
وما مشيت عليها ههههه

تخيل صديقك يطلب منك شيء كبير ، مثلاً مبلغ كبير أو مشوار بعيد جداً ومتوقع منك انك ترفض .. وبعدها يقوم بطلب شيء أصغر منك .. مبلغ اقل مشوار أقصر أو ما شابه ، حسب نظريات كثيرة ودراسات أكثر احتمالية موافقتك على القيام بتنفيذ الطلب الأصغر أكبر بكثير من احتمالية تنفيذك للطلب الأول. 

مو بس كذا .. ولكن احتمالية تنفيذك للطلب الثاني تكون أكبر في حال كان متبوع بطلب اول مرفوض. السبب انك تشعر انك مُلزم بتنفيذ الطلب ، و (عيب) ترفضه مرتين!

مثال:
(١)احمد طلب من تركي يوصله مكة وينتظر طول وقت أداءه للعمرة ويرجعه جدة مرة ثانية. 
تركي رفض. 
احمد قلل طلبه لمجرد مشوار لمكة ويمشي تركي ويدبر احمد نفسه في الرجعة.

أو
(٢)يطلب احمد من تركي مباشرة انه يوصله مكة ويمشي واحمد يدبر نفسه بدون ما يطلب منه الانتظار.

احتمال موافقة تركي في الأولى أكبر ، لانه عيب يرفض طلب صديقه احمد مرتين!!

طبعاً الموضوع ممكن يكون بديهي للبعض لكن ممكن يروح من بالنا انه بعض رجال البيع مُدربين بشكل كبير على استخدام هذه الأساليب علينا أو على أهالينا - تقديم عرض ٣٠٪ خصم ثم رفعه ل٥٠٪ - وقتها تشعر براحة نفسية اقل .. وأنك ملزم انك توضح انك مو "راعي هرج" رغم انه من ابسط حقوقك انك ترفض. 

-قصة حقيقية من الكتاب-

رجل بيع في احد محلات الأجهزة الإلكترونية حقق أعلى نسبة مبيعات للاشتراكات السنوية contracts بكل بساطة بسبب تطبيقه لهذه النظرية .. يقدم الاشتراك الأغلى ثمناً ١٢٠ دولار وينزل إلى الاشتراك الذي يرغب ببيعه فعلاً وقيمته ٢٩ دولار! ارسل للكاتب يقول له أخيرا تم فضح سري في المبيعات!

Reciprocation rule



بكل بساطة فكرتها أني أعطيتك شيء ، رح تشعر انك مُلزم انك ترد لي الجميل .. حتى لو بشكل أكبر! في جامعة كورنيل قاموا بعمل تجربة وطلبوا من أشخاص عشوائيين المشاركة في دراسة عن الفن وطلبوا منهم تقييم رسومات عشوائية .. قاموا بتقسيم الأشخاص المشاركين إلى مجموعتين ،

أثناء الدراسة قام احد الأشخاص العاملين مع فريق الباحثين بتقديم نفسه كشخص آخر مشارك في هذه الدراسة .. في المجموعة الأولى طلب هذا الشخص من المشاركين التبرع لجهات خيرية بشراء تذاكر بقيمة ١٥ سنت فقط. وفي المجموعة الثانية قام بنفس الشيء تماماً ولكن الفرق انه أثناء فترة الاستراحة خرج من القاعة وعاد بعلبتي كوكاكولا .. واحدة له وواحدة للشخص الذي كان يجلس بجانبه. 

النتيجة؟ الأشخاص في المجموعة الثانية قاموا بشراء تذاكر بنسبة أكبر بكثير، شعروا أنهم ملزمين بالشراء كنوع من رد الجميل السابق "علبة الكوكاكولا"

في الحياة الواقعية كيف ممكن تمر بنفس هذه التجربة؟ المطاعم اللي تقدم "ذواقة" مجاناً .. احتمالية انك تشتري من مطعم معين تزيد بنسبة أكبر بكثير أدا وافقت انك تأخذ العينة .. نوعاً تحب توضح لهم انك مو جاي تأكل بلاش وتمشي .. المطاعم تعرف هذا الشيء جيداً!


للتوسع اكثر في هذه النظرية هنا : http://en.wikipedia.org/wiki/Reciprocity_(social_psychology)
بعيداً عن البزنس، في حياتك رح تشعر انك ملزم ترد جميلة من صديقك أو احد معارفك في حال طلبك مستقبلاً!

في النهاية أتمنى أنكم بكل ثقة ترفضوا عرض البائع الثاني وما تشعرون أنكم ملزمين بشراء أي شيء إضافي، لانه الحل المثالي لهذه الحالات هو "استيعاب" العميل انه ممكن يكون ضحية لعبة تسويقية ليست نظيفة أبدا. 

مرر هذه المقالة للآخرين إذا شعرت أنها ممكن تفيدهم وتجعلهم أكثر دهاءً من رجال المبيعات و "حقين التسويق" :)
احمد الردادي


الخميس، 20 يونيو 2013

تعلم من سادة التسويق .. تعلم من شركات التبغ!

نلاحظ في دعايات كثير التركيز بشكل مقرف على ذكر اسم الشركة أو المنتج اعتقاداً من مصممي الدعايات انه نسبة التأثير بتكون أعلى إذا ذكرت اسم المنتج ٥٠ مرة خلال الدقيقة المتاحة للإعلان في الراديو أو التلفزيون. والمشكلة ان بعض كتب التسويق العربية تذكر هذا الشيء كأحد أنواع الدعاية المحبب استخدامها في بعض الأحيان. شخصياً اعتقد هذا الكلام ابعد ما يكون عن الصحة ، أقول هذا الكلام كمستهلك قبل ان أكون كمتخصص في التسويق!

دراسة عن دعايات السجائر!

قرأت عن دراسة أجرتها دكتورة تسويق على مجموعة من المدخنين لمعرفة قوة تأثير الدعايات على تحفيز المدخنين، وعند عرض أي دعاية تقوم بقياس النشاط الكهربائي في أدمغة المدخنين بالإضافة لسؤالهم بعد المشاهدة طبعاً، عرضت الدكتورة كالفريت نوعين من الدعايات :

١. دعايات طبيعية مثل تلك التي نشاهدها في التلفاز. 
٢. دعايات مصممة بشكل خاص بحيث أنها ما تعرض أي لوجو أو اسم شركة دخان أو حتى كلمة دخان طوال الدعاية، ولكن عرض أشياء دائماً ما تظهر مع السجائر مثل أشياء الكاوبوي التم تم عرضها عبر السنين في دعايات ملبورو، القهوة وغير من الأمور التي يربطها العميل ذهنياً مع التدخين. 

النتيجة زيادة الرغبة في التدخين عند النوع الثاني من الدعايات أكثر من النوع الأول وليس مثله فقط! السبب؟ يعتقد القائمين على الدراسة انه الشخص عند مشاهدة للدعاية بشكل عام يتخذ الوضع الدفاع ذهنياً : لا يضحكوا عليك، نصابين، همهم فلوسك وبس.. وغيرها من الأفكار اللي تحضر الشخص عند مشاهدة هذه الدعايات. عكس اللي يحصل لما تكون الدعايات ذكية وتظهر بشكل مفاجىء أو غير متوقع ، مثل النوع الثاني من الدعايات في دراسة الدكتورة كالفريت. 

بعيداً عن غرف التجارب الأكاديمية، مثال حقيقي لشركة التبغ البريطانية Cut Silk اللي واجهت حظر إعلانات التدخين في بريطانيا عام ٩٨ بشكل عبقري جداً جداً ! قامت الشركة بعد معرفتها بتاريخ الحظر بالأعداد جيدا لهذا اليوم .. كيف؟

ركزت في دعاياتها في كل الوسائل بعرض قماش زهري وفي الوسط شعار الشركة ، بعد مرور عدة أشهر ارتبط اللون في ذهن العملاء بالبراند الخاص بالشركة association وتم تحقيق الهدف. بعد بدأ الحظر في كافة أنحاء بريطانيا عرضت الشركة صورة القماش الزهري في لوح الإعلانات في الخطوط السريعة highway billboards بدون ذكر كلمة دخان أو وضع لوجو الشركة .. رغم ذلك الجميع كان يعلم ان الدعاية عن شركة الدخان ، وكان التفاف ذكي وعبقري حول القانون من شركة Cut Silk!

دراسة وقتها أكدت ان ٩٨٪ من مشاهدي الدعاية كانوا يعملوا انه عن شركة الدخان Cut Silk وبكل بساطة هدف الشركة تم تحقيقه ، بدون ذكر كلمة دخان أو اسم الشركة مرة واحدة! 

*نوع دعاية Silk Cut يسمى Sublimintal Advertising ..


الأحد، 26 مايو 2013

مشكلة انك ما تقدر تستمتع بالحاضر. The Power of Now

اواجه مشكلة من فترة مو بسيطة ابداً واعاني منها بشكل كبير جداً : دائماً اهمل الحاضر لعيون المستقبل .. واظلم الحاضر واقارنه بشكل "غير حيادي" مع الماضي. كيف يعني ؟

قبل البعثة بكم شهر نسيت شي اسمه اليوم .. الان ... هذه اللحظة وهذه الدقيقة ، كل تفكيري عن امريكا .. ايش اعمل لما اروح لسياتل وكيف الخطة لكل يوم وصحيان من الصباح ووو .. دائماً في تخطيطنا للمستقبل نتخيل "كيف نتمنى ان نكون" وبشكل غير واقعي تماماً.

وصلنا سياتل استمتعت بشكل مو طبيعي ولله الحمد وتجاوزت فترة اللغة ، بعدها دخلت مرحلة البحث عن قبول ، صرت ماني عايش اللحظة مرة ثانية ابداً .. كل تفكيري عن قبول في تامبا .. نيويورك .. ميامي .. كاليفورنيا .. بوسطن .. نسيت شي اسمه سياتل وصرت اكره شي اسمه سياتل .. مريت بفترة صعبة نفسياً ، زملاء دراسة يرجعوا البلد ما حصلوا قبول .. زملاء حصلوا قبول وبدأت رحلة الماجستير معاهم .. في النهاية ولله الحمد حصلت على قبول في ميامي ، صارت ميامي هي "المستقبل" الجميل اللي باعوض فيه اهدافي اللي ما حققتها في سياتل ، وهنا الاحلام ممكن تكون اشياء تفاهة للبعض مثل الصحيان المبكر والهرولة وقراءة اكثر ووو ، بدأت رحلة ميامي ودخل على الخط شيء مهم جداً : الزواج ! وصار الزواج هو اهم شيء الان واهملت حاضري في ميامي وبدأ التخطيط للمستقبل وحياة الزوجية السعيدة.

الان STOP

مر على المراحل اللي فوق سنتين كامل .. 24 شهر !
هذه السنتين في يوم من الايام كانت مستقبل كنت اخطط له بشكل مفصل وحماسي .. ليش كل ما يصير المستقبل حاضر استمر مثل ما انا ؟ ايش المشكلة ؟

كنت وانا في سياتل احلم بايام ميامي وانترها بفارغ الصبر ، جات ايام ميامي وصرت اتذكر ايام سياتل بحزن كبير جداً واشتياق مو طبيعي ؟ اكيد فيه مشكلة في التعاطي مع الايام وطريقة التفكير ..

الحل كان نصيحة من زوجة اخي حازم ، كتاب اسمه the power of now


رأيي في الكتاب بكل إختصار : فلسفة كبيرة من المؤلف واستخدم لغة صعبة نوعاً ما. بالغ في التعمق في بعض النقاط ولكن اتكلم عن عدة نقاط اقدر اختصرها بـ ٣٠٪ من الكتاب فقط ، هذه النقاط مهمة جداً كانت في شرح المشكلة اللي اتكلمت عنها وخلت الكتاب يستاهل اللي اندفع فيه + الوقت اللي استهلكته في قرأته وهذه اهم النقاط حسب وجهة نظري:

- تعودنا من صغرنا على مفهوم المستقبل والماضي ، واهملنا الاستمتاع بالحاضر.
- الاستمتاع بالحاضر لا يعني اليوم او الساعة .. ولكن الثانية الحالية التي تقرأ فيها هذه الكلمة.

هنا اتوقفت عن كتابة المدونة قبل سنة وشهرين واللي رح اكتبه بعد هذه الخلاصة عبارة عن اللي ما زلت فاكره الى اليوم

- لاحظ نفسك وأفكارك كيف صارت معلقة بالـ calender والتواريخ. سعادتك ومشاعرك صارت مُستثمرة بشكل كامل في المستقبل، والبعض بشكل كامل في الماضي، وتعيش يومك جسدياً فقط. 

- طبيعي الماضي يؤثر فيك، طبيعي تفكر وتهتم بالمستقبل. لكن الكتاب يشرح بشكل فلسفي أهمية انك تفكر في اللحظة الحالية .. الان .. مو اليوم ولا هذه الساعة ولكن هذه اللحظة .. فكّر في اي شيء حولك. 

- تفكيرك بالماضي والمستقبل مستحيل يتغير، لكن بعد قراءة هذا الكتاب بتلاحظ كل مرة تشطح فيها بأفكارك بعيداً عن حاضرك. وتستوعب نفسك كيف تجبرك تسرح بعيداً كل مرة لسبب. مرة دراسة، بعدها وظيفة، بعدها زواج وهكذا. 

لو قدرت تستمتع بجلسة مع زميل فقط عشان جلستك معاه، او مشاهدة فيلم بدون ما تسرح بعيداً في أشياء تخص وظيفتك بتكون في حالة نفسية افضل بإذن الله. فكّر فيها، نسافر ونشيل هم عدد الايام المتبقية من السفر وكل ما تقرب النهاية يقل استمتاعنا بها ويزيد تركيزنا بالرجعة. الحالة المثالية انك تعامل كل يوم بحدة بعد الجلوس لوقت محدود تخطط فيه لمستقبلك. 

نصيحة: اكتب أهدافك الأسبوعية، غير انها بتعطيك صورة أوضح لأهدافك وكيف ممكن تحققها، بتعطيك فرصة انك تستمتع بشكل اكبر بحاضرك لأنك بتفتكر انه كل (هم) انت شايله مكتوب على الورق ومعاه كيف ممكن تحله. 

اذا تعتقد انه هذه الأفكار تهمك ولغتك الانجليزية متوسطة ان شاءالله الكتاب بيعجبك. 

بالتوفيق 

الأحد، 5 مايو 2013

كيف نتعلم من "والت ديزني" ؟

شاهدت فيلم وثائقي عن والت ديزني مؤسس ديزني تم عرض في "ديزني هوليوود" البارك الخاص بعرض كيف تقوم ديزني بعمل أفلامها وعروضها. ملاحظات بسيطة عن الوثائقي أحببت مشاركتكم هيا هنا:

- أكثر كلمة سمعتها "فشل" ، أثناء حياة والت ديزني ،من طفولة صعبة في عائلة فقيرة إلى ان صنع مجده، مر والت ديزني بمحطات فشل كثيرة جداً. سواء بسببه أو بسبب عوامل خارجية! من حسن الحظ انه لا يملك عقليتنا ولم يكتفي بالشكوى و "الحلطمة" على سوء حظه للجميع. واكتفى بالعمل والمحاولة مرة تلو الأخرى.

- بدأ والت ديزني بداية متواضعة جداً من الناحية المادية. والده كان مرة مزارع ومرة أخرى عامل في احد الشركات. لم يستطيع والده ان يوفر لأبناءه حياة فيها من الترفيه الشيء الكثير! ومع ذلك بفضل الله استطاع والت ديزني ترفيهنا جميعاً في طفولتنا!

- بدأ والت ديزني السعي وراء حلمه بالسفر إلى شيكاغو وفي جيبه ٤٠ دولار فقط لا غير. بدأ بشكل ناجح وقبل ان يثبت قدمه في السوق تعرض لضربة قاضية من شركة منافسة استغلت خطأ قانوني قام به والت وأخذت جميع الرسامين في شركته!

- وهو في القطار مع زوجته متحطم للغاية .. وعلى منديل كان على الطاولة أمامه تم ولادة فأر محبب للجميع (ميكي ماوس) ويقول والت انه الفأر ظهر فجأة من لا شيء في خياله وقام برسمه فوراً على المنديل الذي بيده، توجه إلى هوليوود وعاد للعمل من جديد. نجحت الشركة وعملت ضجة كبيرة وأخيرا بدأ يذوق طعم النجاح.

- مرة أخرى يتعرض لضربة قاضية، الحرب العالمية سببت في استدعاء اغلب الرسامين لديه للمشاركة فيها مع الجيش الأمريكي. هنا والت ديزني كان أكثر خبرة وقام بعمل تغيير diversify للبزنس موديل وقام بإنتاج أفلام حقيقية من اشهرها : سنو وايت وسندريلا. حققت نجاح غير طبيعي واستمرت إلى اليوم كجزء لا يتجزأ من ديزني لاند.

والت ديزني لم يكن بحاجة إلى احد ليحقق نجاحه. كل ما اعتمد عليه هو نفسه : خياله وأحلامه التي عاشت إلى اليوم.
سمعت في الفيلم الوثائقي كلمة فشل أكثر من نجاح .. وكذلك كلمة "بدأ من جديد" سمعتها أكثر من مرة.

إذا فشلت تعلم وابدأ من جديد. ذلك يحصل إذا حاولت الاستمتاع بالمحاولة وليس بالنتيجة النهائي.
هذا والت ديزني غير متعلم وحقق امبراطورية وشهرة لم يحققها أكبر علماء جيله ربما!
لست بحاجة للمال أو العلم بقدر حاجتك للإيمان بالله ومن ثم بأحلامك والثقة بنفسك أكثر من أي شيء آخر.

الخميس، 25 أبريل 2013

لماذا "البراند" هو اهم جزء في التسويق ؟ وكيف تصنع "براند" خاص بشركتك ؟

اهمية البراند تتضح في .. جزء من الثانية!

يوم وانا راجع من جامعتي في ميامي شورز للبيت في هالينديل ، مدينة شمال ميامي ، في قمة التعب ونفس الوقت الجوع .. لي ثلاثة ساعات في محاضرة مملة عن الإدارة المالية، الساعة التاسعة ليلاً وكنت بكل إختصار تعبان جداً. لازم اعبي بنزين قبل ما امسك الخط السريع ولاحظت وجود محطتي بنزين اسعارها واحدة ، في امريكا كل المحطات تعرض الاسعار عالياً لتغيرها بشكل يومي تقريباً ، المهم .. الاسعار نفس الشي والمحطتين على نفس الخط .. الشيء الوحيد اللي يفرق بينهم الاسم ، وحدة فيهم "شيفرون" المنتشرة في كل امريكا والاخرى صراحة ناسي اسمها. وانا اعبي البنزين بنفسي جلست افكر ، الان المحطتين نفس الشي والوقود نفسه اكيد و نفس الجودة ، ايش السبب اللي خلاني في جزء من الثانية اتخذ القرار واروح لـ "شيفرون" وما اروح للمحطة الثانية ؟


السبب بكل إختصار .. الـ Branding !

تقول دكتورة سلوك المستهلك انه البراند هو موقع شركتك في عقل العميل .. ايش شعور العميل لما يفتكر او يشوف شيء له علاقة بشركتك، منتجك ؟ يوم اخترت "شيفرون" قراري كان في جزء من الثانية .. لكن خلال الشهور او السنة الماضية في ميامي مريت بشعارهم كثير جداً بسبب انتشار فروعهم وطبعاً دعايات كثيرة لهم في كل مكان .. كل هذا الشي حول البراند الخاص بيهم بالنسبة لي لشيء معروف Familiarity وهذا سبب تفضيل عقلي اللاواعي وقت اتخاذ القرار لهم

الوصول لمرحلة الـ Familiarity وتعود العميل على منتجك هو أحد اهم اهداف استراتيجيات الـ Branding على الإطلاق!



الشركات تعرف اني مو الوحيد اللي مع الضغوط اليومية ما عندي وقت احلل كل قرار شرائي واقيم المنتجات بطريقة علمية! لهذا السبب اغلب المستهلكين ما يعطوا اغلب قرارات الشراء الا اجزاء من الثانية ويكلموا حياتهم بشكل طبيعي .. الشركات بينها حرب تسويقية ضروس ! شركات الاتصالات والسيارات والمطاعم تعمل دعايات كثيرة بشكل كبيرة عشان تصير Familiar بالنسبة لك وتصبح شيء مألوف.

معنى الـ Brand Association وكيف يستوعب العميل منتجك ؟



بسبب الضغوط اليومية والتفكير الكثير اللي نقوم فيه ، العقل "يتكاسل" ان يحلل منطقياً عند استقبال اي معلومة جديدة. شرح جميل قرأته في كتاب the power of now لهذه العملية اختصارها : جميع المدخلات inputs التي تأتي عن طريق الحواس ; النظر ، الشم ، السمع ; يقوم العقل بعصرها ووضعها في صناديق صغيرة مصنفة labeled مسبقاً.

معنى هذا الكلام ؟ لما تشوف شخص مار امامك ، العقل يحاول بشكل سريع يصنفه labeling سواء شخص منظم مهمل غني فقير مصلحجي لا يهتم بنفسه ملتزم متزمت صايع .. الخ .. ، شي مؤسف لكنه حقيقي أعتقد. بسبب هذا الشيء تعمل الشركات جاهدة على ادخال منتجها في الصندوق المناسب عن طريق اقناع عقلك اللاواعي انها تستحق ان تكون في صندوق ايجابي ، ومن هنا جاءت استراتيجية الـ Brand Association.

نايكي .. مايكل جوردان وميسي وكريستيانو
آبل .. وعدد غير محدود من الافلام اللي تظهر فيها المنتجات في لقطات مختارة بعناية

غيرها امثلة كثير ، السبب بكل إختصار هو انه عقلك عامل مسبقاً صناديق لميسي وكريستيانو ومايكل جوردان ودينزيل واشنطن : هذه الصناديق تتوقعوا مصنفة بشكل ايجابي ام سلبي ؟ ايجابي طبعاً : رياضة ، نجاح ، تفوق ، قوة ، تميز ، اسطورة وغيرها من الصفات الايجابية اللي نعتقدها بخصوص النجوم.لذلك الشركة تحاول "تحشر" منتجها في هذا الصندوق وتقنع عقلك اللاواعي انه منتجها ناجح ، متفوق ، متميز ، اسطوري ، الخ .. .

الصناديق ليست ثابتة دائماً !


بعد أخبار خيانة تايجر وودز لزوجته سحبت شركات كثيرة رعاياتها للنجم مثل جيليت ، السبب ؟ تحول تايجر وودز في استيعاب العملاء من صندوق يخص النجاح والتفوق لصندوق الخيانة الزوجية وعدم الوفاء. الشركات أغلبها هربت من هذا الإرتباط واعلنت بكل فخر انها لن تجدد مع النجم مرة اخرى. من الشركات التي وقفت مع تايجر وودز وحاولت استدراك الوضع هي نايكي وهذه الدعاية التي صممتها وقتها : 


أعتقد الإعلان عبقري جداً ! صوت والده في الخلفية وتايجر وودز لم يتحدث ولا حتى بكلمة واحدة ! فيه اظهروا تايجر انه اخطأ وتعلم من خطأه. حاولوا تحويل تايجر وودز من شخص خائن لشخص عادي اخطأ مثل اي شخص اخر! مخاطرة من الشركة تستحق الاحترام عليها.

اهمية الـ cues عند إستيعاب المنتج ؟


هناك مقولة مشهورة في التسويق : ما يستوعبه العميل هو الحقيقة!

بمعنى إذا قمت بعمل اكبر تخفيضات موجودة في السوق ، اذا لم يعتقد العميل انها تخفيضات كبيرة فكأنك لم تقم بعمل اي شيء. إذا قدمت افضل جودة في السوق ، اذا لم يستوعبها العميل على انها كذلك فهي ليست افضل جودة في السوق! ومن جاءت اهمية الـ Cues وهي العلامات التي تستخدمها الشركات لإقناعك بشيء معين ، مثلاً : 


مطعم "فايف جايز" الامريكي ، عند وضع العامل وجبتك داخل الكيس .. يضع الساندويتش اولاً ، ومن ثم البطاطس .. وبعد ذلك ياخذ كمية محددة مسبقاً من البطاطس ويضعها فوق الاكل وعلبة البطاطس .. كما هو موضح اعلاه !

كان بإمكان المطعم عمل علب اكبر تستوعب كمية البطاطس مثل بقية المطاعم ، ولكنهم بهذه الطريقة يجعلوا العملاء يشعروا وكأن الكمية كبيرة فعلاً والاهم : اخذوا اكثر مقابل دفع مال اقل. هذا الـ Cues التي يستخدمها فايف جايز!

كيف اقوم بعمل براند خاص لشركتي او مشروعي ؟


- في البداية لازم تستوعب انه البراند شيء مهم جداً ، ماهو "خرط تسويقي" حسب إعتقاد البعض.
- قبل ما تبدأ استراتيجيتك لازم تعرف كيف تبغى العملاء يستوعبوا منتجك ؟ على انه شبابي ، رايق ، نسائي ، رخيص ؟ جودته عالية ؟ الخ ..
- بعدها تبدأ عملية اختيار الـ Cues .. مو شرط انسان مشهور .. ممكن نظافة المحل وطريقة عرض المنتجات وابتسامة الموظفين دائماً واختيار موسيقى مناسبة وعرض الاسعار بشكل معين لإيصال رسالتك بافضل شكل ممكن. هنا وفي هذه المرحلة رجل التسويق يحتاج يستخدم الجانب الفني فيه اكثر من اي شيء اخر .. نعم التسويق فن وليس علم فقط.
- قبل اطلاق المنتج او الهوية الجديدة ، من الممكن سؤال العملاء بشكل عشوائي عن رأيهم في المنتج .. شركة انتيل كانت سابقاً بالنسبة للعملاء " رجل خمسيني ابيض " بإختصار براند عجوز ، بعد مجهودات قوية قامت بها الشركة تحول استيعاب العملاء للمنتج واصبحوا يعتقدوا انه " شاب وحيوي" اترك المجال للعملاء بالتعبير عن منتجك .. 

في النهاية .. الهدف الحقيقي للدعايات والملايين المصروفة هو الحصول على موقع جيد في عقل العميل ، ليحصل الهدف المطلوب ويستوعبك العميل بشكل ايجابي!

احمد الردادي ، اعتقد انه شخص يقع في صندوق المبتعثين السعوديين في عقولكم .. اتمنى ان يكون صندوق ايجابي !

السبت، 6 أبريل 2013

نصيحة لا أنساها قبل ٣ سنوات اكتشفت أن ستيف جوبز نفسه يطبقها!




في عام ٢٠٠٩ حضرت دورة إعداد لإختبار اللغة الانجليزية "توفل" في جامعة واشنطن بمدينة سياتل. في احد المحاضرات طلب الدكتور من كل طالب ان يحل المسائل التي سيطرحها علينا لاحقاً بشكل منفصل. بعد وضعه لأول سؤال قمت بحله سريعاً وأخرجت "الايفون" لأقتل الوقت حتى ينتهي باقي الطلاب من الحل وننتقل وقتها للسؤال التالي. شاهدني الدكتور حينها وطلب من الجميع  وضع الاقلام على الطاولة والتوقف عن الكتابة واعتذر عن إكمال المحاضرة في نفس الموضوع ، اختبار التوفل، واستأذن من الجميع بتغيير المحاضرة إلى شيء "أهم" حسب تعبيره. 

بعد توقف الجميع عن الحل وانتظاره باستعجاب ليتحدث ، نظر إلي الدكتور وبكل احترام قال : عزيزي انت تقتل دماغك هكذا. انت تُضعف قوة تركيزك وتظلم نفسك كثيراً بسبب ما تقوم به. وقتها كنت متعجب كثيراً ، وخائف نوعاً ما ، من ردّة فعل الدكتور المبالغ فيها حسب ما اعتقد. 

يُكمل الدكتور : قوة تركيزك هي مثل اللياقة البدنية. اذا قمت بتغيير تركيزك على شيء آخر كل دقيقة .. خمسة دقائق او عشرة دقائق ، ستواجه صعوبة فيما بعد لو احتجت ان تركز في شيء ما لمدة اكثر مما تعودت عليه.

يُكمل الدكتور : شخصياً كنت اقرأ لساعات دون ان اتعب ، لا أقوم بشيء آخر سوى القراءة لساعات ، وإذا كنت اكتب .. كذلك لساعات وهذا ما ساعدني على التفوق في مجالي. لكن مع تقدمي في العمر قلت هذه القدرة. لذلك أرجوكم جميعاً في المرة القادمة حين تقوموا بالإجابة على سؤال معين انتقلوا لسؤال آخر ودربوا نفسكم على التركيز على شيء واحد لمدة أطول. فإذا كنت اليوم تجد نفسك لا تستطيع التركيز اكثر من نصف ساعة .. مع التدريب تستطيع ان تمدها إلى ساعة كاملة  خلال أسبوعين او ثلاثة وهذا ما سيفيدك في حياتك بشكل عام ، ودراستك بشكل خاص. إنتهى حديث الدكتور هنا. والى اليوم انا اشكره على هذه النصيحة. 

شخصياً قرأت كثيراً عن موضوع التركيز لمدة طويلة على شيء واحد ولشخصيات اقدرها كثيراً ، مثلاً ستيف جوبز يُقال انه قد يتجاهلك وانت تتحدث اليه لمدة طويلة فقط لانه يقوم بشيء آخر ولا يرغب بقطع حبل التفكير .. هنا ستيف وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من التركيز. 

لذلك استغرب من نصائح البعض التي تنصح بأخذ قسط من الراحة كل ٢٥ دقيقة او ٤٥ دقيقة حتى. حاول ان تبدأ ولو بنصف ساعة ولكن اليوم التالي اجعلها ٣٥ دقيقة وبعدها بأسبوع ٤٠ وهكذا. وانظر إلى اين تصل. وان استطعت ان تفصل نفسك عن الآخرين يكون ذلك افضل .. واعيد واكرر ، حاول ان تقوم بشيء واحد فقط .. اقرأ المقالة للاخير ، ذاكر دون فواصل خاصة لتويتر كل نصف ساعة. وسترى النتيجة مرضية بمشيئة الله. لانه من المؤسف ان يمضي العمر دون ان نعلم أقصى امكانياتنا الذهنية التي بكل تأكيد ستساعدنا في تحقيق أهدافنا ان شاءالله. 

تجربة شخصية!

كنت أثناء مذاكرتي لأحد الاختبارات اقسم وقت المذاكرة هكذا : ٢٥ دقيقة مذاكرة ، ٥ دقائق راحة ، وهكذا .. 
المصيبة كانت يوم الامتحان ، بعد مرور نصف ساعة بدأت بالتثاؤب وفقدت التركيز تماماً ، رغم تبقي ساعتين! اختبار جيمات فاشل جداً. 

من أهدافي لهذا العام التركيز وعمل mono tasking اكثر : اي القراءة فقط. او المذاكرة فقط. لا خلط بين شيئين قدر ما استطيع >> تويتر وفيسبوك اقل!

اسال الله ان يرزقكم بقوة تركيز "خرافية" تساعدكم على تحقيق أهدافكم بإذن الله. 

احمد الردادي
إنسان تركيزه مضروب لكن رح يحاول يحسنه ان شاءالله ...

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

سبعة اسباب تجعل كتاب Linchpin من افضل الكتب التي قرأتها في حياتي!

قبل ما ابدأ في الكتابة عن كتاب Linchpin واللي انتهيت منه قبل ثلاثة اسابيع تقريباً احب اوضح كم نقطة 

- المقالة هذه لا تغني باي شكل من الاشكال عن قراءة الكتاب. ليست ملخص وانما اجابة لسؤال بسيط جداً : ليه اعتقد انه هذا الكتاب مهم جداً لكل شخص في كل مجال ، وكيف أثر علي بشكل فوري وإيجابي - إن شاءالله -
- ما حبيت اني ارجع للكتاب اثناء كتابة المقالة او اعداد المواضيع اللي رح اتكلم عنها والسبب بسيط : ابغى اشوف فعلاً ايش الاشياء اللي فضلت راسخة معي بعد قراءة الكتاب بـ اسابيع.
- اجمل ما في الكتاب انه للجميع : موظف مدرس عاطل ريادي اعمال شخص يحلم كثيراً شخص واقعي بزيادة للكل!

بسم بالله نبدأ

من هو سيث جودين ؟


- مواليد نيويورك.
- حاصل على بكالوريوس كمبيوتر ساينس وعلم الفلسفة. ماجستير ادارة الاعمال من جامعة ستانفورد.
- من اشهر المواقف اللي تعرض لها هو عدم دخوله مع زملائه في مشروع واتضح انه اخطأ بشكل كبير جداً .. موقع ياهو!
- استقال من عمله للتفرغ للكتاب والإستشارات التسويقية لعدة مشاريع!
- قام بنفسه بعمل برنامج بديل للماجستير وتقدم للبرنامج ٣٩٠ شخص. جودين قبل فقط ٩! تخرجوا بعدها بسنة.

الكتاب ؟


الغريب اني اشتريت الكتاب بدون معرفة اي معلومة عن محتوى الكتاب. ولكن مجرد خطوة في هدف اسعى له : قراءة كل كتب سيث جودين. والمضحك انه حتى العنوان ما عرفت معناه الا بعد كم صفحة من بداية الكتاب !

الكتاب بكل إختصار يتحدث عن الاشخاص الناجحين الصعب إستبدالهم في كل شركة. يبدأ جودين بذكر امثلة من الناجحين بشكل كبير جداً ويتكلم عنهم بمنظور غريب ومثير في نفس الوقت. ومن ثم يبدأ يتحدث عنك انت .. ليش احلامك ما تم تحقيقها ؟ ليش بكل إختصار تخاف من تجربة اي شيء جديد ؟ ليش عندك "وسوسة" ويوصل جودين لمرحلة يذكر ادلة علمية بحتة تتحدث عن الانسان وكيفية طريقة تفكيره وتحليل للمخاطر الكبيرة .. ولاصغر واتفه القرارات.

المضحك انه جودين يقول في بداية الكتاب " اعلم عزيزي انك ستغضب كثيراً .. وتنفي كثيراً مما اقول وقد تصل لمرحلة تتوقف فيها عن قراءة الكتاب وترميه بسبب اختلافك الكبير مع افكاري .. حينها ارجوك ... نعم ارجوك ان تنتقل للصفحة ١١٠ في الكتاب قبل ان ترميه .. بعد ان تقرأ ذلك الفصل قم برمي الكتاب والتوقف عن القراءة "

المضحك في الموضوع اني قمت بإقتباس بعض كلمات جودين ووضعها في "بزنس تايم" إلى ان استفزت هذه الاقتباسات احد القراء الاعزاء وقال لي بالحرف الواحد " ياخي داخلين الصباح نبغى نفتح نفسنا .. مافي داعي تذكرنا بوضعنا وتكئبنا" اللي حذر منه جودين حصل فعلاً !!لول

ماذا استفدت من كتاب -لنيشبين- ؟




١. في البداية يتحدث جودين عن وضعنا الحالي .. عن الوظائف التي تم تصميمها في فترة الثورة الصناعية والتي يعتقد انها لم تعد تنفع في الوقت الحالي. ويقول جودين : انت تذهب كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الخامسة عصراً وانت تعرف مهمتك. كانك رجل آلي .. انت موظف يسهل إستبداله مع حصول اول مصيبة للشركة او المنظمة التي تعمل بها. لا يوجد اي اضافة حقيقة تقوم بها ويمكن لاي شخص او الة ان تقوم بدورك. بكل إختصار انت مثل العجلة التي يستخدموها في الشركات لإدارة الالة الكبيرة. 

ويطلق سيث جودين على هذه الوظائف مسمى ( وظائف يسهل إستبدالها - Easy Replaceable Jobs )

٢. وبعدها يبدأ جودين في الحديث عن سبب استمرارك في هذه الوظائف. رغم اننا جميعاً نتملل منها ، نفرح بإجازة نهاية الاسبوع بشكل مبالغ فيه ونعلم اننا بعض الاحيان ناخذ اقل مما نستحق ، مع ذلك نستمر في الوظيفة ؟ هنا سيث جودين استخدم علم النفس وعلم الأدمغة ليجيب على السوال وهنا تحدث عن اهم جزء في الكتاب حسب رأيي


يقول جودين ان ادمغة الحيوانات - مثل الدجاجة التي يمسكها في احد اللقاءات وسيتم وضع اللنك نهاية المقالة - تعتمد بشكل كبير في تفكيرها على ما يسميه العلماء - Lizard Brain دماغ السحلية - وهو الجزء الذي يعمل على ابسط المهام الخاصة بالبقاء : الاكل، الجنس، الهروب من المعتدين، الدفاع عن النفس. فقط !

اكتشف العلماء ان هذا الجزء موجود كذلك لدى الانسان ، واستطاعوا تحديد موقعه في الدماغ. الفرق انه لا يعمل دائماً لدى الانسان الا وقت الضرورة : الجوع، الخوف. وهذا الجزء من الدماغ يعمل على ضمان بقاءك على قيد الحياة قدر المستطاع. وكذلك يعمل على حمايتك.

ثم بدأ جودين الحديث عن هذا الجزء بطريقة ممتعة جداً ومضحكة نوعاً ما. يقول جودين : الانسان يفرق عن هذه الحيوانات ان الـ Lizard Brain لا يعمل فقط على ضمان بقاءك على قيد الحياة ، ولكن على ضمان حصولك على مكانة اجتماعية Social status لانها تضمن بشكل اكبر حصولك على فرصة اكبر للبقاء .. الـ Lizard brain ما زالت تعمل كانك تعيش في الصحراء او كانك رجل كهف، لذلك يهمها جداً الا تقوم بعمل شيء يؤدي الى خسارة لهذه المكانة الاجتماعية !

الـ Lizard brain تحب



. محيط الراحة Comfort zone وتعمل على قدر المستطاع على عدم خروجك منه.
. عدم المخاطرة ودخول مشاريع جديدة. ستعمل على تذكيرك بما قد تخسر : مال ، وقت ، صحة ، وقد تموت كذلك ! - هنا سيث جودين يمزح -
. الا تتحدث امام الجميع Public Speaking لان الـ Lizard Brain التي لديك هي نفسها التي لدى الغوريلا : تعتبر نظر مجموعة من الاشخاص لك في نفس الوقت خطر وامكانية حدوث خطأ كبيرة جداً. ولو بحثت جيداً داخل نفسك ستجد ان الخوف من الحديث امام مجموعة من الاشخاص سببه بكل اختصار : اخاف ان يضحك على الجميع !
. الـ Lizard Brain تعمل مافي وسعها لجعلك تعمل في وظيفة مملة ولكنها مضمونة والمخاطرة فيها قليلة. كل مرة تحاول ان تقوم بمشروع او البحث عن وظيفة جديدة تعمل قدر المستطاع على تذكيرك : ستفشل .. ستفشل .. ستفشل .. لن تنجح .. سيضحك عليك الجميع .. لديك مسؤليات مالية كبيرة ولن تستطيع تحمل تكاليفها في حال فشلك.

اول خطوات حل مشكلة الـ Lizard Brain هو ان تستوعب انها موجودة داخلك. يجب ان تستوعب كل مرة تقدم على عمل شيء جديد وتسمع صوت داخلك يحثك على عدم الإقدام عليه ان تعلم ان هذا الجزء من الدماغ يصرخ كي لا تقوم به.


٣. سيث جودين يقول انه يكره الاجتماعات. ويؤمن ان كل اجتماع مدته اكثر من ٤٥ دقيقة بكل إختصار "كلام فاضي". كذلك سيث جودين يعتقد ان استخدامك لمفكرة او Calendar امر ايجابي ، ولكن اذا زاد عن حده يكون مجرد شيء يقوم بتخديرك وكأن الـ Lizard brain تحاول ان تقنعك انك تقوم فعلاً بشيء كبير. كذلك الخطة البديلة ، يقول جودين " اوه كم نحب بلان بي ، ونجعلها محفز سلبي لنا بالا نعطي ١٠٠٪ في عملنا .. لانه حتى لو فشلنا فيما نعمل تظل الخطة البديلة موجودة لحمايتنا Lizard brain loves plan B.

٤. عند الاتفاق على عمل مشروع معين مع مجموعة اشخاص ، يجب وضع تاريخ محدد. بعد هذا التاريخ يبدأ التنفيذ ويتوقف التخطيط. يقول جودين لن تصل فكرتك ابداً لمرحلة الكمال التي ترغب بها. ولكن ان تكون ناقصة وحقيقية افضل من ان تكون كاملة وخيالية.

٥. جزء اخر جميل في الكتاب هو نصيحة جودين بان تكون فنان في مجالك. حاول ان تجعل مكالمتك مع العميل افضل كل مرة وابذل مجهود كبير في تطوير نفسك. حاول ان تجعل عرضك Your presentation تحفة فنية. تخيل نفسك مثل بيكاسو وهو يقوم برسم لوحته التي لم يهتم لها الجميع في عصره. ولكنه كان يكملها رغم ذلك! بمعنى ، حتى لو شعرت انك غير مقدر في شركتك .. ابدع لنفسك وللاشخاص الذين ليس لهم ذنب في عدم تقديرك مثل العملاء. حتى لو كنت طالب ، حاول ان تبدع في ورقتك .. تكون قمت بكل ما عليك.

ويقول جودين حاول ان تبدع في مجالك بدون مقابل. اذا كان ذلك صعب في عملك حاول في ساعات الفراغ عملها سواءً كانت : الكتابة ، التطوع ، القراءة ، التواصل مع الاشخاص. في النهاية السعادة التي ستحصل عليها مقابل عمل هذه الاشياء ستجعلك شخص افضل.

٦. من اهم اجزاء الكتاب بالنسبة لي ، هو الجزء الخاص بـ الإنسانية. يقول جودين ان الاشخاص ملوا من الكتابات المكررة والعروض presentations التي تحمل نفس الطريقة .. بدأ الجميع يشعر انه يتحدث مع الة وليس انسان ! لذلك يقول جودين لا تخفي شخصيتك في عروضك/حديثك/كتاباتك ، الاشخاص يحبوا ان يسمعوا عنك وعن تجربتك. اضيفها ولو بشكل بسيط.



٧. اخر شيء ساتحدث عنه بخصوص الكتاب هو - تصرفك عند عدم سير الاحداث وفق الخطة. ماهي ردة فعلك إذا تم الغاء الرحلة او تأجيلها ساعة ؟ يقول جودين طبيعي ان تغضب .. ولكن لدقائق ، بعدها مباشرة ابدأ بالبحث عن الخطة البديلة. في كل امور حياتك لا تركز على الامور التي لا تستطيع السيطرة عليها .. ولكن ركز على ما تستطيع السيطرة عليه. Focus your energy on the controllable elements.

في النهاية هذه ابرز الامور التي استفدتها من كتاب لينشبين ، وشخصياً اعتبر استفادة واحدة تعوض مالك ووقتك الذي دفعته ثمناً للكتاب. ما بالك بسبعة اشياء ؟! والمضحك اني لاحظت الـ lizard brain بعد قراءة الكتاب في اكثر من مرة. واسعى جاهداً ان اتغلب عليها في كل مرة. اتمنى ان يكون الملخص حاز على رضاكم .. ونصيحة قوموا بشراء الكتاب وان كانت لغتكم ليس قوية بما فيها الكفاية يوجد مترجم في كل مكان تعودوا اليه مع كل كلمة جديدة .. ولا تنسوا ان اسلوب الكتابة سهل جداً .. وغير معقد ابداً !


احمد الردادي

الجمعة، 22 مارس 2013

كل الإرهابيين مسلمين. اذا كل المسلمين إرهابيين!

أثناء دراستي للغة في المعهد الخاص بجامعة واشنطن في مدينة سياتل، طلبت منا المدرسة تحضير موضوع يخص دولة كل طالب. كان في الفصل طلاب من كافة الجنسيات: السعودية، الإمارات، إيطاليا، فيتنام، كوريا، اليابان والصين. عرضت على المدرسة فكرة موضوعي ووافقت عليها : حوار الأديان الذي اطلقه الملك عبدالله.

عدت المنزل وبدأت عملية البحث، كل المصادر كانت أمريكية وللأسف كانت تغطيتها للموضوع سلبية سواءً من طرف الإعلام او من طرف ردود القراء في المواقع. كلها تتحدث بنفس النبرة "فكرة فاشلة من المسلمين يحاولوا بها تغطية جرائم دينهم الشنيعة". واكثر كلمة شدت انتباهي كانت "كل الإرهابيين مسلمين. اذا كل المسلمين إرهابيين".

ذهبت اليوم التالي إلى الجامعة بموضوع مختلف تماماً عما اتفقنا عليه انا والمدرسة، وبدون اي عرض "بور بوينت" كذلك وهو احد متطلبات إنهاء المادة. لم تكن درجة المادة بتلك الأهمية بالنسبة لي خصوصاً وان مرحلة اللغة كما هو متعارف المهم فيها التعلم ودرجة التوفل او الايلتس فقط.

دخلت الفصل قبل المحاضرة وكتبت جملة واحدة فقط على السبورة : كل الإرهابيين مسلمين. اذا كل المسلمين إرهابيين". وانتظرت دخول الطلاب والمدرسة ، ومع دخول كل طالب كانت تزيد الدهشة خصوصا وانه موضوع حساس بلا شك. عند دخول المدرسة طلبت منها ان ابدأ قبل زملائي ووافقت وقامت بالجلوس في اخر الفصل.

"قد يستغرب البعض لماذا كتبت هذه الجملة العنصرية على السبورة خصوصاً واني مسلم. لكن أعطوني فرصة قبل ان اشرح سبب كتابتي لهذه الجملة " وقتها ذكرت بعض الآيات والأحاديث التي توضح الرحمة الموجودة في الإسلام على شكل سريع مثل "من قتل نفساً" و كذلك ذكرت عدم سهولة القيام بشيء مثل "حوار الأديان" في بلد مثل المملكة. ومن ثم تحدثت عن االموقف الذي تعرضت له أثناء مشاهدتي لعرض المواقع الأمريكية السلبي للإسلام وكذلك هذه الجملة التي قرأتها. ومن ثم ختمت بـ " اطلب منكم جيمعاً حين تعودوا إلى بلدانكم ان تذكروا لأي شخص يقول لكم هذه الجملة ان تقولوا له : ممكن كلامك صحيح.، ولكني اعرف على الأقل خمسة أشخاص ليسوا إرهابيين *عدد الطلاب المسلمين في الفصل*" وبعدها جعلت الحديث (شخصي) بشكل اكبر " لذلك عزيزي دافيدا حين تعود إلى إيطاليا تَذَكّر نقاشاتنا حول ريال مدريد ويوفنتوس. عزيزي كيم حين تعود إلى اليابان تذكر حديثنا عن أغاني بوب مارلي. ولكم جيمعاً أرجو ان تعلموا أننا نحب الحياة"

انتهى العرض. لاحظت دموع في أعين المدرسة وتعاطف كبير من الطلاب. بعد انتهاء الحصة ورغم عرض اكثر من شخص من بعدي ، جائني مجموعة من الطلاب ليبدو تعاطفهم الكبير معي.

رغم مرور ثلاثة سنوات، يظل هذا العرض -presentation- هو افضل عرض قمت به شخصياً. السبب لاحظته بعد فترة طويلة نوعاً ما وهو بكل اختصار : وضع جانب شخصي في الموضوع قدر المستطاع.

يقول سيث جودين في كتاب "لينشبين" : الاشخاص ملوا من العروض التقليدية. العقول بدأت بتصفية -filtering- المعلومات التي تأني بطريقة تقليدية بشكل لا يستوعبه المستمعين للعرض الذي تقوم به. وللاسف الاشخاص شيئا فشيئا تحولوا إلى أشبه ما يكون بالآلة. اظهر الجانب الإنساني في عرضك، وستجد استماع وتركيز اكثر من الحضور. الاشخاص اشتاقوا إلى عروض يقوم بها أشخاص وملوا من المحاضرات التي يتحدث فيها الشخص وكأنه آلة إلكترونية.

اتفق بشكل كبير مع ما قاله سيث جودين بصراحة! لاحظوا ستيف جوبز، جلادويل، بيل جيتس وبفيت. جميعهم يبدعوا في استخدام الجانب الشخصي في أحاديثهم والنتيجة أنهم يلهمونا.

نصيحتي لك هي ان تبدأ على الأقل بالطريقة الصحيحة وتكسب انتباه المستمعين hock حتى لو بطريقة كوميدية ، تتحدث عن ابل ابدأ بأخبار الجميع لماذا تكره مايكروسوفت ، وستجد اهتمام اكبر.

هذه مجموعة فيديوهات توضح ماذا اقصد أتمنى ان تفيدكم:


http://youtu.be/UF8uR6Z6KLc

Steve jobs , more than 16 million view.

http://youtu.be/HpiZTvlWx2g

Gladwell started his presentation with a personal story. Great presenter!

http://youtu.be/AP5VIhbJwFs

"For more than 30 years, I was waiting for this moment"

Bill gates starting his speech at Harvard!

في النهاية اسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا.
احمد الردادي

*صورتي مع دافيدا صديقي الإيطالي. إلى اليوم أتواصل معه.